لماذا أنكر ستيفن هوكينج وجود الخالق؟
ستيفن هوكينج
هو عالم فيزياء إنجليزي شهير ، أصيب بشلل جسدي بسبب مرض التصلب العضلي النادر ، قبل وفاته بفتره كبيره عاش حياته محبوسًا على كرسي متحرك كهربائي ، وأمامه جهاز الكمبيوتر الخاص به وهو ينطق الكلمات التي يكتبها ، وصمم هذا الجهاز الناطق خصيصًا له ، فكان وسيلته للتواصل ، فقط يحرك أصابعه وعينيه ليكتب أفكاره عليه.
هذا الفيزيائي كان باستمرار يجاهد لينافس ألبرت أينشتاين في شهرته وفلسفته ، محاولًا أن يكون بديلا له على عرش الفيزياء النظرية ،و من خلال الإلحاد و كونه ينكر وجود الخالق رغم اتساع معرفته في علوم وقوانين الفيزياء النظرية.
هل خلق الله الكون؟
نشر ستيفن هوكينج كتابًا بعنوان (هل خلق الله الكون؟) كجزء من نظريته الإلحادية عن إنكار وجود الله ، وإنكاره لفكره إله خالق خلق الكون والإنسان.
وقد سببت هذه النظرية الكثير من الإدانة والاستنكار والرفض من قبل الآلاف من العلماء والمفكرين من مختلف البلدان والاديان، واعترف ستيفن نفسه بذلك.
أفكار ستيفن هوكينج
انطلق البروفيسور ستيفن هوكينج بأفكاره من خلال فلسفة النسبية العامه لألبرت أينشتاين ، وطرح نظرية شرح خلق الكون على أساس إنكار وجود الخالق ، وأن الكون خلق نفسه بنفسه !!.
بمعنى أنه تم إنشاء المادة والطاقة من لا شيء ، اعتمادًا على نسبية أينشتاين في استمرار توسع الكون، في الحجم وقبل أن يكون أصغر ، وبالتالي نستمر في التراجع مع تصغير حجم الكون حتى نصل إلى أن الكون كان في مرحلة ما في أول ظهور له تقريبًا صفر في لحظة الانفجار العظيم.
الإنفجار العظيم
أو لنفترض أنه كان جسيمًا بحجم البروتون له كتلة هائلة وتتجاوز طاقة التخيل المخزنة بداخله ، وأن قوانين الفيزياء التي نعرفها الآن لم تنطبق عليه ، ولم يكن هناك وقت ولا مكان ولا ضوء. وصل هذا الجسيم إلى مرحلة حرجة وانفجر في الانفجار العظيم المسمى (Big Bank) وانتشر في الكون ، وتمدد وتمدد ، مكونًا المجرات والسدم الغازية والنجوم والكواكب والأقمار وغيرها على مدى مليارات السنين. بدأ الوقت ومرور الزمن بعد الانفجار العظيم ، وقبل ذلك لم يكن هناك وقت ، وأن الطاقة الكونية من الحرارة والضوء والإشعاع والموجات الكهرومغناطيسية في جميع المجرات والنجوم انطلقت بعد الانفجار ، وتحولت من مادة مضغوطة وفائقة الكثافة إلى طاقة هائلة ، وهذا تجسيد لنظرية أينشتاين ، التي تم الحديث عنها ، قال فيها آينشتاين: إن الطاقة مخزنة في المادة ، يمكن تحريرها وتحويلها إلى طاقة والعكس صحيح.
كمثال لذلك : عندما يتحول الفحم والنفط والخشب إلى حرارة وضوء عند الاشتعال ، وهو فى الاصل طاقه شمسيه مختزنه
النظريه النسبيه العامه
وجد أينشتاين المعادلة الشهيره : أن الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء،،
[E = MC2]. E: الطاقة M: الكتلة C
ان سرعة الطاقة الضوئية والكتلة حالتان متصلتان ووجهان لعملة واحدة ، ويمكن تحويل أحدهما إلى الآخر. و يقول ستيفن هوكينج أن الوقت لم يكن موجودًا قبل الانفجار العظيم ، وبالتالي لا يوجد إله بالضرورة! وبناءً على ذلك ، لم يخلق الكون من قبل خالق عاقل. بدلا من ذلك ، يقول بان هذا الجسيم ، الذي ربما يكون أصغر من البروتون ، خلق نفسه بنفسه ، وهو الجسيم الذي انفجر بسبب كثافته الهائلة وطاقته الفائقة ، مما تسبب في ولادة الكون بمجراته ونجومه وكواكبه وغباره ، وطاقته الحرارية والضوءيه الهائلة.
هذه النظرية لا تدعمها الأديان السماوية أو قوانين الفيزياء التي تنص على أن المادة لا تفنى ولا تتشكل من العدم ، بل انها تتحول من حالة إلى أخرى.
نظرًا لأن كل شيء في الوجود والكون له سبب ومسبب ، يجب على هوكينج أن يقدم شرحًا عن المكان الذي جاء منه الجسيم الأول الذي كان نواة الكون ، ومن أين أتت هذه الطاقة الفائقة وتم تجمعها داخل مادتها اللامتناهية الصغر ، ومن كان سبب الانفجار الكبير.
إذا كان جسيم بحجم البروتون قد ولّد بلايين من المجرات فائقة الحجم ، والتي تحتوي على تريليونات من الشمس والنجوم والكواكب ، والتي تدور بانتظام بقوانين فيزيائية دقيقة للغاية ، وتنطلق في الكون بسرعة ومجالات ثابتة لا تتغير.
من خلق هذا الجسيم ومن خلق الضوء والمادة والحرارة والموجات الكهرومغناطيسية والأشعة الكونية الرهيبة؟ هل هى الصدفة من خلقت الكون؟
هل المادة والطاقة تخلقان نفسيهما بدون سبب خارجي؟ هذا سؤال لا يستطيع هوكينغ وأنصاره الإجابة عنه ولا يستطيعون حتى شرحه.
كما اصطدموا بفكرة عدم خلود الكون وأنه ولد في لحظة الانفجار العظيم ، وهذا يتوافق مع فكرة خلق الكون لحظة إصدار أمر الله تعالى( كن) او ( ليكون نورًا) ، لذلك الجسيم حسب نظريه الانفجار العظيم الذي ولّد الضوء والطاقة والمادة. لهذا السبب عاد عدد كبير من العلماء الذين أيدوا هوكينج في فكرته الأولى إلى رفض أفكاره الإلحادية لأنه لم يتمكن من الإجابة عن كيفية ظهور الجسيم الأولي البدائي أصل الكون ، وكيف خزن كل هذه الطاقة الهائلة بداخله ومن كان سبب الانفجار العظيم.
لماذا تدور جميع المجرات والنجوم والمجموعات الشمسية والكواكب وأقمارها بترتيب دقيق ومنتظم من بدء الخلق حتى الآن؟ من الذي يتحكم في كل هذا؟
الرفض العلمى للالحاد
من بين العلماء الذين رفضوا فكرة هوكينج العالم الأمريكي جورج كيرنشتاين الذي قال: "عندما نفحص الأدلة ، نواجه دائمًا نفس الحقيقة ، وهي أن هناك قوة عليا عقلانية فوق الطبيعة تتدخل في ظهور الكون. .
لا يمكن أن يكون النظام الدقيق والتوازن الدقيق في الكون نتيجة لمصادفة عمياء ، فهي تشير إلى وجود خالق وقوة لا نهائية خلقت الكون بدقة من العدم ، و هو الله رب العالمين. يعتمد هوكينغ فى نظريته الإلحادية على التجارب النووية في المفاعلات والمسرعات الجسيميه الذرية ، التي أظهرت ظهور جسيم غريب ، غير معروف سابقًا ، صغير جدًا يبقى لفترة من الزمن كسور جزء من المليون من الثانية ثم يختفي ويظهر في موقع آخر ويختفي.
يدعي هوكينج : أن هذه الجسيمات الصغيرة صغيرة جدًا ، إنها ليست سوى جسيمات مخلوقة ذاتيًا بدون خالق و لا يحتاج إلى طاقة لتكوينها وظهورها ، يستنتج هوكينج من هذه التجربة غير الواضحة ، أن الكون قد تشكل بنفس الطريقة بدون خالق وأنه نشأ من لا شيء من عدم مطلق ، ويضيف أنه لم يكن هناك وجود لخالق عقلاني قبل أن يبدأ الزمن وقبل الانفجار العظيم.
يناقض هوكينج نفسه بقوله: "لنفترض أنه من الطبيعي أن نفترض - ربما الله - أنه تسبب في نشوء الكون ، وعندما نتحدث عن الكون ككل ، فإن الأمر لا يحتاج لذلك بالضرورة !!" الكلمات لا تفهم منها شيئا واضحا. كيف يفترض أن يكون الله هو سبب وجود الكون ومن ثم لا يحتاج ذلك بالضرورة للكون بأسره؟ تستند أفكار ستيفن هوكينج في إنكار وجود إله خالق للكون كما يقول عن غياب الوقت ( الزمن) قبل الانفجار الأعظم وهو الغباء المطلق ، لأن خالق الكون ووجوده لا يحدهما الزمان والمكان، ان الخالق فوق كل شيء مخلوق وهو خارج الزمان والمكان لأنه بالطبع خالقه ،، وليس جزءًا منه وهو خالد في الزمان وقبل بدء الزمن وبعد نهايته .
الله هو خالق الزمان والمكان ، وهو الذي قال له كن ، فكان ، وبالطبع ، هذا يفوق قدرة الإنسان على إدراكه. لا يستطيع العقل البشري المحدود فهم ، او استيعاب الإله اللامتناهي ، الابدى ، فكيف يمكننا حصر ( الله ) عز وجل ،داخل عقولنا البشرية المحدودة الأفق ، وكمثال على ذلك نقول: هل يمكن لأي شخص ، بغض النظر عن عبقريته ، أن يجد حدودًا للأرقام الحسابيه وهى ترتفع من صفر إلى ألف ومليون ومليار وتريليون و ... ...
وإلى الموجب اللانهائي (∞ +).
نفس الشيء لا يمكن لأي شخص أن يصل إلى الأرقام المتناقصة في الاتجاه السلبي إلى اللانهاية؟
أي بالعد من صفر إلى سالب ألف وسالب مليون وسالب تريليون ... إلخ ، وتستمر في الانخفاض نحو اللانهاية السالبة (∞ -) التي لا تعرف حدودها اللانهائية للعقل البشري. مهما كانت الأرقام تضاف في كلا الاتجاهين...السلبية والإيجابية عرضة للزيادة ولا تنتهي أبدًا.
وبنفس الفكرة ، نقول ، هل يدرك عقل الإنسان المحدود سر خالقه ، القوة اللانهائية والابديه السرمديه؟؟ ، إذا لم يفهم لغز الأعداد وحدودها؟ هل يمكننا ملء مياه البحر او المحيط في وعاء محدود أو في حفرة؟ هل يعقل أن يكون الكون الشاسع اللامتناهي ، بكل مجراته وكواكبه ونجومه ، وفضائه المتسع باستمرار ، وحركة مداراته التي تتحكم فيها قدرة الخالق وقوانينه الدقيقة ، من نتاج العدم والا شيء؟
الكون ليس أبديًا ، فقد حدث الخلق والتكوين في بداية الزمان ، ويجب أن يكون لكل حدث محدث ، وكل سبب له مسبب ، وهذه الفكرة أزعجت كل علماء الكونيات الذين لا يؤمنون بوجود خالق الكون ، لأنهم أرادوا الاستغناء عن خالق الكون بخلود الكون أو استبدال الخالق بالخلود ، لكنهم فشلوا
خلق الكون فى الكتاب المقدس
المصدر الأول القديم الذي يخبرنا عن خلق الكون هو الكتاب المقدس ، حيث يفتح الكتاب جملته الأولى هكذا:
في البداية خلق الله السموات والأرض. (تكوين 1-1) في البدء كانت الكلمة ، والكلمة كانت عند الله ، والكلمة كانت من الله ، ومعه كان كل شيء ، وبدونه كان كل شيء مصنوع (يوحنا 1-1). والكلمات ذات مغزى عميق تشرح من خلق الكون.
خلق الكون فى القرآن الكريم
ولخص القران الكريم الأمر
مسطّرًا ذلك كلّه في بضع آيات، من بينها هذه الآية الكريمة..
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ )(30) الأنبياء وهكذا يخبرنا القرآن الكريم بصريح العبارة وقبل أربعة عشر قرنًا من الزمان كيف بدأ الكون، وكيف أن الأرض والسماء كانتا ملتصقتين ثم انفصل بعضهما عن بعض!!
فهذه الحقيقة العلمية من كان يتخيلها أو يتصورها قبل قرن واحد فقط من الآن؟!
هنا نطرح سؤالاً لم يجيب عليه أي عبقري أو فيلسوف على سطح الأرض من قبل : هل المادة والطاقة غير الحية قد نشأت من العدم بالصدفة ؟ فمن الذي خلق الحياة والعقل والتفكير ووضعها في دماغ الإنسان ليصنع بها كل ما حولنا ؟ ويصبح بفضلها هو سيد الكلام والتفكير والمخلوقات العاقلة ، هل هي أيضا صدفة؟
إذا كان من قبيل المصادفة أن القانون الفيزيائي هو الذي خلق كل كائنات الكون من الجماد والحياة والبشر والنباتات والحيوانات ، فلا بد من تحقيق الاقتراح التالي وتطبيقه على خلق الكون بكامله و مظاهر كماله . إذا ألقينا بلايين من الأحرف المختلفة من مستوى على منطقة معينة من الأرض ، وإذا كان من الممكن تجميع هذه الأحرف وتنظيمها ذاتيًا بشكل عشوائي في طريق الصدفة ، فهل هناك احتمال قوي أن يتكون تكوين هذه الأحرف القريبة من يؤلف قصيدة من قصائد المعلقات العربيه مثلا أو كتاب علمي أو أدبي؟ إذا كان هذا الاحتمال صحيحًا وقابل للتطبيق ، فإن ولادة الكون بمجراته ونجومه وكواكبه وبشره واحياءه المتعدده كانت مصادفة.
هل هكذا نشأ الكون يا ستيفن هوكينج؟ أم أنك أردت بإنكار الخالق الشهرة والحصول على جائزة نوبل لكن حلمك لم يتحقق وتحول جسدك إلى التراب الذي خلق منه بالاساس؟
تحياتى لكم ،،، سعيد محمود