نشأه الحياه في الكون
أن أفضل الأجرام السماوية وأنسبها من الناحية الفيزيائية لنشأة الحياة يتمثل في وجود کواکب تشبه الأرض من جميع الوجوه .
في هذا الصدد توجد أيضا قواعد کيميائية يجب أخذها في الاعتبار ، فالكربون بمركباته العديدة المتنوعة والماء مواد خام متوفرة ، بل وتبلغ بنا الجرأة إلى القول بأن وجود كل منهما، قد تحقق إلى حد ما قبل عملية تكوين الكواكب .
الجزيئات العضوية فى الكون
منذ عام ۱۹۹۹ نعلم بالحقيقة الرائعة التي تقول بوجود الجزيئات العضوية في سحب الغاز التي تتكون منها النجوم والكواكب .
أي أنه يمكن القول بأن مفردات الشربة البدائية موجودة وتنتظر عملية الطهي .
توجد براهين كثيرة تدل على وفرة الأحماض العضوية وانتشارها بكثرة في الكون .
الأحماض العضوية
فقد تمكنت مجموعة أمريكية بقيادة س هه تاو نسي بعد عام ۱۹۹۸ من اكتشاف خطوط طفيفة في بعض الأجسام الراديوية عند الأطوال الموجيه ۲۵را سم ، ۳۰را سم وتدل هذه على وجود الأمونيا والماء .
•وفي عام ۱۹۹۹ تمکنت مجموعة أخرى من اكتشاف خط الطيف عند الطول الموجي الدال على( الفورمالدهید) وتمكن التحليل الطيفي الراديوى ايضا من اضافة اكتشافات جديدة في هذا الصدد منها الكحول الميثيلى و حامض النمليك .
وفي الأعوام التالية اكتشف كل من الأسيتيلين الميثلى والفورمالدميد و الأسيتالدهیدك الفورمالديمين و الميثيل الامینی والديمثیل الاثيري سيانيد فينيل و جزئیات أخرى غيرها .
وجود الفورمالدهید وحامض البروسيك اساسى بالنسبة لنشأة الحياة وفي هذا الصدد نود أن ننوه الى أن الفورمالديمين يتفاعل مع حامض النمليك ليتكون الجليسين وهو من أهم الأحماض الأمينية الحيوية •
من المحتمل ان تكون هذه الجزئیات قد تكونت في سحب الوسط البينجمی : ومن هذه السحب ما يحتوي على جسيمات غبار صلبة وماء .
السدم حاضنات النجوم والحياه
وقد ثبت أن ذرات العناصر تلتصق بسطح حبيبات الغبار وتتفاعل كيميائيا مع بعضها مكونة هذه المركبات و هناك عامل آخر غاية في الخطورة ، قد يؤدي الى تكسير هذه المركبات و يتمثل في الأشعة فوق البنفسجية . الا أن حبيبات الغبار المكونة لهذه السحب تقوم بامتصاص هذه الاشعة و بذلك تعمل على حماية هذه المركبات من فعل أشعة التدمير .
يجدر بنا أن نشير إلى أن معظم هذه الجزئیات قد تكونت في سحب مركبة تحتوى على غازات و غبار وهي في نفس الوقت هى نفس السحب التي لوحظ فيها عملیات میلاد حديثة
النجوم و سديم الجبار مثال لهذا .
من المحتمل أذا حدوث تفاعلات كيميائية في هذه السحب تؤدي إلى تكوين هذه الجزيئات كما يحدث في نفس عملیات تكوين النجوم والمجاميع الكوكبية
غاية ما يستطيع أن يصل اليه الفكر البشري، هو حدوث تفاعلات كيميائية ، أدت الى تكوين هذه الجزئيات في نفس
الوقت الذي كانت عمليات تكوين المجموعة الشمسية والنيازك تجرى فيه على قدم وساق .
هذه العمليات كانت ولا تزال تحدث في سحب مكونة من الغاز والغبار .
يمكننا القول بأن الأساس الكيميائي لهذه الأحياء يتمثل في وجود مواد ذات وفرة كونية كبيرة نسبيا . وعلى ما يبدو فانها تتوفر في الأماكن التي تتكون فيها أجرام سماوية جديدة.
وحيث توجد ظروف مناسبة لنشأة الحياة .
نشأة الكواكب :
من أجل معرفة فرص نشأة الحياة في الكون ، يجب أن نعرف أولا
كيف ينشأ نظام کوکبى ؟
يكتنف هذا السؤال غموض كبير ، يضاف الى هذا وجود مشاكل عديدة توجه المجيبين عليه ، اذ أننا نكاد لا نعرف يقينا كيف نشات المجموعة الشمسية التي نعيش فيها ، وكذلك لم تتمكن الأبحاث التى قام بها العلماء عن طريق الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء الا في التوصل الى بعض الحقائق القليلة عن كنه هذة المجموعة برغم مرور خمسة بلايين عام على نشأة الأرض ...
أن أول ما يجب أن نفعله لمعرفة بعض المعلومات عن ظروف الولادة وطفولة النظام يتركز في محاولة استقراء الأحداث ، ومحاولة كهذه شبيهة بمحاولة الكشف عن جريمة
بوليسية غامضة ورجال البوليس في حالتنا هذه هم خبراء في
فلكيون ومتخصصون كثيرون غيرهم
جيولوجيون ، جيوفيزيائيون، جيوكيميائيون ،
يمكن تلخيص نتائج هذه المساعي في أنه :
نشأه النظام الشمسى
قبل ما يقرب من خمسة ملايين عام كانت توجد سحابة كبيرة من الغاز والغبار يبلغ قطرها بضعة سنين ضوئية ، ثم بدأت هذه السحابة في الانكماش على نفسها تحت تأثير وزنها تمكنت جسيمات الغبار والآخذة في التكدس من أن تمنع محاولة للغاز قام بها نتيجة لانضغاطه المتزايد ، ولو قدر لهذه المحاولة أن تنجح لكان من نتيجتها افتقاد السحابة لكميات كبيرة من الاشعاع تحت الأحمر إلى الفضاء الخارجي ، لكن تمكنت حبيبات الغبار من امتصاص هذه الكمية الأمر الذى أ دى الى تسخين داخلى للسحابة وقد تمكنت طاقة الوضع المتحررة نتيجة لانهيار السحابة الأم من أن تتحول إلى مخزون
حراري للنجم المتكون او( الشمس البدائية ) ونتيجة لقوانين بقاء كمية الحركة الدورانية كان على هذه الشمس البدائية من أن تزيد في سرعة دورانها لکى تعادل هذا التقلص الأخذ في الزيادة واستمرت السرعة الدورانية في الزيادة حتى قاربت قيمة حرجة معينة عندها لابد وأن تتساوی قوتی الجذب والطرد المركزيتين ، وكان هذا على خط استواء السحابة ، حدث نتيجة لهذا تغيير في شكل السحابة الى ما يشبه (لقمة القاضي أو رغيف الكيزر).
واصبحت بهذا في لغة المتخصصين جسم غيرمستقر(دورانیا) ، و بهذا بدأ يفقد من كتلته عند خط الاستواء..
تقول الحسابات النظرية بأن حالة كهذه أمكن الوصول اليها عندما وصل نصف قطر الشمس الى مثل فلك الكوكب عطارد
وحينما وصلت درجة الحرارة الى حوالى ۳۲۰۰م على السطح وقد كان الغاز مؤينا بصورة خفيفة ، الأمر الذي أدى إلى
تكوين بلازما ،
تهشم المجال المغناطیسی و تفلطح أثناء عملية الانكماش هذه ، ووصلت شدته عند سطح الشمس البدائية قيمة كبيرة جدا . تقول قوانين الهيدرديناميكا المغناطيسية بتجمد خطوط القوى المغناطيسية وارتباطها بالحركة الدورانية ، الدوامية الأخذة في الزيادة في الشمس البدائية ، وانقضت بهذا على البلازما التي كانت قد طرحت بعيدا لتعيدها مرة ثانية التشارك في الدوران حول الشمس البدائية . يمكن تشبيه تأثير خطوط القوى المغناطيسية على هذه الأجسام الدوارة المتوقعة نتيجة لعدم الاستقرار الدورانی بخيوط من المطاط تربط هذه الأجسام بالجسم الأم .
من خلال عملية الربط هذه فقدت الشمس البدائية من كمية حركتها الدورانية الى الأجسام المنفصلة . وبتوالى عملية الانكماش ظهرت عملية أخرى معادلة تشبه في تأثيرها تأثير الفرملة .
بينما زادت عجلة الغاز المحيط ،وارغمته قوة الطرد المركزي على الاندفاع الى الخارج ، الأمر الذي ادى الى ان يحتل الغاز فراغا يصل حجمه الى مدار الكوكب نبتون، في بعده الآن عن الشمس.
وقد تحولت الشمس البدائية الغير مستقرة دورانيا، إلى قرص غازی متمدد وشمس وليده أخذة في الدوران ببطء فى مركزها.
تشكل الكواكب
انخفضت درجة الحرارة في القرص الغازي للسديم الذي
تكونت فيه الشمس وازداد الانخفاض بزيادة البعد عن
الشمس . في هذا الغاز الكثيف البارد تكونت جزيئات
عديدة . ثم تلى هذا توفر أكاسيد ذات درجات حرارة عالية
وسیلکات ساخنة : باستمرار انخفاض درجة الحرارة تحولت
هذه الى جسيمات صلبة انفصلت عن الغاز ، ثم تكثفت
عناصر الحديد، ومركبات الأوليفين والارثو بيروکسين في
المناطق التي انخفضت فيها درجة الحرارة عن ۱۱۰۰ درجة
مئوية . تمثل هذه العناصر والمركبات المكونات الأساسية
لمادة النيازك .
أما في الأجزاء الأكثر برودة فقد هبطت مرکبات خفيفة من غازات السديم الشمسي " وعلى حساب احتیاطی الغاز تزايد معدل نمو الجسيمات الصلبة ثم تلى هذا عملية تنعيم لها بواسطة الغازات المكونة للسدیم ، ثم وقف تأثير الغاز على حركتها بعد أن وصلت هذه الأجسام الى أحجام كبيرة تصل الى مترا واحدا أو أكبر بقليل وسميت بالكويكبات . وعلى عكس الغاز الذي يتحرك بعيدا عن الشمس دارت هذه الكويكبات في مدارات مقفلة حول الشمس.
تصادمت الكويكبات نتيجة لكثرتها وتقاربت مداراتها الأمر الذي كان من نتيجته انصهار مادتها وتذويبها في بعضها وليس الى تحطيمها .
وكانت الظروف مناسبة لهذا التذاوب فتركيب هذه الكويكبات الغير متماسك سمح للكثير منها وبالذات في الأجزاء الخارجية للسدیم الغازي أن تتحول الى كريات ثلجية والظاهر أن الظروف کانت أيضا مناسبة لتكوين کويرات من الحديد، كذلك أدت هذه الارتطامات الى تكثفات اكبر فأكبر وأخيرا كان لاكبرها جاذبيته الخاصة بها
استقرارالشمس
الأمر الذي ادى الى جذب أجسام أخرى اليه فكان النمو سريعاومتواليا حتى سمح في النهاية بتكوين الكواكب..
في هذا الوقت وصلت الشمس الى مرحلة استقرار داخلى حيث تخطت درجة الحرارة فيها حدود المليون ، مع هذا الارتفاع الكبير في درجة الحرارة بدأت نويات الهيدروجين في التفاعل مع بعضها لتكوين نوبات الهيليوم ، و بهذا
تحررت كميات كبيرة من الطاقة أدت الى زيادة الضغط في
باطن الشمس .
تمكن هذا الضغط الاشعاعي من ايقاف الانكماش و بالتالى تثبيت الطبقات عند أوضاعها التي وصلت اليها وبهذا تكون الشمس البدائية قد وصلت إلى مرحلة استقرار أي الى نجم هو الشمس الحالية ، التي تستطيع أن تستمر معتمدة على احتياطي الطاقة التي تختزنه
ثم بدأت عملية تنظيف لعبت فيها الشمس واشعاعاتها دورا غاية في الأهمية ، فقد تمكنت بضغط الاشعاع من أن تطرد جسيمات جديدة كانت قد تكثفت خارج المجموعة .
ثم تمکنت الرياح الشمسية ، التي كانت في هذا الوقت غاية في القوة ، والتي كانت تنشأ في مراكز نشاط معينة من الغلاف الجوي الشمسي من طرد البقية الباقية من السديم الغازي الذي يتكون أساسا من هيدروجين و هيليوم
لم تتمكن هذه الغازات من التکثف بسبب درجات الحرارة التي
كانت آخذة في الارتفاع في باطن الشمس من هذا كانت
نشأة نظام مفلطح هو الشمس ومن حولها تدور الكواكب
وتبلغ كتله النظام جزءا من ألف جزء من كتلة الشمس .
وبهذا فقدت الشمس ما يبلغ من ۹۸٪ من كمية الحركة
الدورانية الخاصة بها .
بایجاز يمكن القول بأن عملية تكوين الكواكب هي
عملية جانبية أو ثانوية تحدث أثناء عملية تكوين النجوم
وتنشأ حينما تستطيع بعض النجوم الغير مستقرة دورانيا
أن توزع كمية الحركة الدورانية الخاصة بها على حجم كبير في الفراغ على أن يتم هذا في وقت مبكر جدا .
حينما لا يستطيع « النجم الجنين » من أن يتحول إلى قرص ربما بسبب ضعف المجال المغناطیسی ، فان هذا قد يؤدي إلى تكوين نظام آخر يسمى بالمزدوجات النجمية بدلا من أن يتكون نظام کوکبی .
ويرى الفلکی سوشر هوانج ،
وهو واحد من المع المتخصصين في هذا المجال ، أن هناك
احتمالين أمام أي نجم في مرحلة التكوين يتوقف كل منهما
على كمية الحركة الدورانيه فاما ان يصبح عضوا فى نظام نجمى مزدوج او يحيط نفسه بنظام كوكبى مثل شمسنا...