لماذا لم يتب إبليس رغم معرفته للحقيقه؟
وهو يعلم أنه لو فعل لهدم المنظومة الدينية بالكامل وضرب عصفورين بحجر واحد حيث هو يفوز وبني آدم يكفرون؟
السؤال الرائع!
يا لها من خطة شيطانية رهيبة 🔥👹
بالفعل فكرة مثيرة للغاية أن كل هذه المعارك الضارية بين الخير والشر يمكن أن تنتهي بقرار من شخص واحد.. قرار يقوم فيه إبليس بالتوبة إلى الله تعالى من الاستكبار عن السجود لآدم.. وتبطل كل الحجج التي تتحدث عن مكر الشيطان وخدعه وألاعيبه وشروره..!
لكن هذا لن يحدث على أية حال..
ابليس يعلم ولكنه يستكبر
لأن الحقد والحسد والكراهية والغل والكبر والاستعلاء بالباطل والروايات الكاذبة المغلوطة التي رواها إبليس لذريته على مدار آلاف السنوات تجعل من المستحيل عليه أن يتراجع عن كل هذا ويظهر نفسه بأنه كان المتكبر العاصي لأمر الله تعالى..
إن هذا المخلوق الصاغر الذليل يمتلك شيئا لا يملكه مخلوق آخر.. الزمن.. منحه الله تعالى نعمة "الإنظار"..
الزمن يزيد خبرات ابليس
حياته تنتهي مع نهاية الحياة كلها، وهو اليوم يمتلك خبرات تراكمت على مدار ملايين السنوات.. لكنه يستغل وقته كل يوم أسوأ استغلال على الإطلاق.. يستغله في محاولة إثبات نظرية بائسة فاشلة، أن آدم لا يستحق التكريم.. وأنه كان أولى منه بالتكريم لأن النار أفضل من الطين..!
كذبه ابليس المستمره
هل تعلم أن إبليس يزعم لذريته عبر آلاف السنوات الماضية أنه هو المظلوم في القصة بينه وبين آدم؟
هل تعلم أنه حاك الكثير من الأكاذيب والقصص المزيفة ليبرر لنفسه أولا ثم يبرر لذريته وأتباعه لماذا هو مصر على هذه الحرب ويريد أن يكمل حتى النهاية؟
يقول الجن المؤمن حكاية عن إبليس لعنه الله
وَأَنَّهُۥ كَانَ یَقُولُ سَفِیهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطࣰا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّاۤ أَن لَّن تَقُولَ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبࣰا (5)
فهم يستغربون كيف جرؤ إبليس أن يكذب على الله تعالى - مصدر الخير والحب والرحمة في هذا الكون - ويقول عنه "شططا" وهو المبالغة في الكذب وتزييف الحقيقة.. ولما سمعوا القرآن الكريم وعرفوا الرواية الصحيحة ذهلوا من جرأة هذا الكائن الحقير على الكذب على خالقه بهذه الوقاحة والقبح!
لذلك وحتى نعود إلى إجابة السؤال..
ماذا لو تاب ابليس وسجد لآدم؟
لو استطاع إبليس أن ينسى ولو لثانية واحدة كراهيته وحقده على آدم ويفكر في مآله هو وعاقبته التي سيلقاها إذا استمر في طريق المعصية وتحدي أمر الله جل جلاله .. لو استطاع ولو لثانية واحدة أن يتغلب على كبره ويسجد لله تعالى سجدة توبة يعوض فيها عن استكباره ورفضه السجود لآدم في المرة الأولى.. لتوقفت المعركة بين الإنسان والشيطان.. فالله تعالى يقبل التوبة ولا يرد دعاء من دعاه.. بل إنه قد أجاب دعاء إبليس بعد معصيته وكفره حينما طلب أن لا يتوفاه الله كما توفى آدم.. فقال له: إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم..!
لن يتوب إبليس فهو أصغر وأحقر من أن يعترف بذنبه..
إنه أقبح مثال على ما تفعله الأنانية وحب الذات في الكائن.. تحوله حرفيا إلى شيطان رجيم..!!
معركه ابليس مع الانسان
في كل الأحوال ستظل هناك معركة مستمرة هي معركة الإنسان مع الإنسان التي تقودها النفس الأمارة بالسوء.. النفس الأنانية التي لا تحب الخير لغيرها..
ولكن إبليس مصر على معصيته ولن يتوقف لحظة ليفكر في سوء عاقبته، إنه يجدد كفره كل طلعة شمس.. يرفض أن يمنح نفسه لحظة واحدة يفكر فيها كيف سيختم حياته التي بدأها بطاعة الله والارتقاء إلى الملء الأعلى ليعبد الله تعالى ويسبح ويقدس له مع الملائكة.. تلك الحياة التي أفسدها إبليس في لحظة حقد وغل وحسد وكراهية واستكبار وتمرد ورفض لفضل الله تعالى الذي يؤتيه من يشاء..
والله ذو الفضل العظيم
فهنيئا للمتقين من بني آدم على هذا العطاء السخي من الرب العلي..
وخاب وتعس إبليس وذريته الذين يحاربون في معركة خاسرة.. أقصى ما يستطيعون فعله أن يكونوا جامعي قمامة البشر ليسحبوها معهم إلى جهنم وبئس المصير.
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَقَالَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَمَّا قُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِیَ عَلَیۡكُم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّاۤ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِیۖ فَلَا تَلُومُونِی وَلُومُوۤا۟ أَنفُسَكُمۖ مَّاۤ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَاۤ أَنتُم بِمُصۡرِخِیَّ إِنِّی كَفَرۡتُ بِمَاۤ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ)
لماذا قبل الله توبة آدم ولم يقبل توبة إبليس؟
توبة الإنسان إلى الله معناها الرجوع إليه من الكُفْر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، وتوبة الله على الإنسان معناها قَبُولُ رجوعه إليه، والتَّجاوُّز عما تاب منه، بمعنى عدم مُعَاقبته عليه . والرجوع لا يكون إلا بتَرْك ما تاب منه الإنسان، ثم النَّدم على فِعْله، والعزم الأكيد على عدم العَوْدِ إليه، ولا يتم التَّرْكُ إلا بإرجاع الحقوق إلى أصحابها، أو طلب تَنَازلهم عنها .
الحكمة من خلق إبليس
الشيطان فى الكتاب المقدس
هل الشيطان موجود بالفعل؟
الشيطان ليس مجرد خرافة بل هو موجود فعلاً، وأنه كائن حقيقي أعلى شأناً من الإنسان، ورئيس رتبة من الأرواح النجسة (متى24:12).
وهناك عدة مراجع في الكتاب المقدس تشير إلى الشيطان وأعماله وصفاته وغيرها.
إن كلمة "شيطان" بحد ذاتها هي ترجمة للكلمة العبرية "شطن" ومعناها مقاوم. ويسمى الشيطان باللغة اليونانية "ديابولس" ومعناها "مشتك" ويسمى أيضاً "أبدون" و"أبوليون" أي "مهلك" كما يسمى بـ"ملاك الهاوية" كما ورد ذكره في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي11:9. وكذلك عُرف باسم "بعلزبول" كما ورد في بشارة متى 24:12 وأيضاً "رئيس الشياطين" (متى34:9) و "رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية" (أفسس 2:2) كما أطلق عليه اسم "إله هذا الدهر" (2كورنثوس 4:4) وأيضاً اسم "الكذاب وأبو الكذاب" (يوحنا44:8) و"المشتكي على الاخوة (سفر الرؤيا10:12) وأشار الكتاب المقدس إليه أيضاً بأنه "خصمنا الأسد الزائر" (1بطرس8:5) وكذلك التنين، أي الحية القديمة" (سفر الرؤيا9:12). وكذلك سمي "كبير الأرواح الساقطة (رؤيا 9:12 ومتى-8:4 -11 و 38:13و39 ومتى 41:25ويهوذا 6).
صفات الشيطان:
هو في الأصل ملاك سقط أمام الله بسبب الكبرياء ، يمتاز بالعمل والإدراك والذاكرة والتمييز، كما لديه امتيازات حسية كالعواطف والشهوات.
أما امتيازاته الإرادية فهي أنه قادر على الاختبار كما ورد عنه في رسالة أفسس12:6 . والمعروف أن الشيطان خبيث ويعمل ضد إرادة الله كما يحرّض العصاة أيضاً أن يخالفوا الله ويعملوا ضد إرادته، ولهذا يُشار إليه بأنه قائد العصاة على الله، وهو يعمل ضد البر والقداسة، ومملوء بالكبرياء والمكر والقساوة. ولا شك أن حالته تنطبق على صفاته، فبما أنه عدو الله فهو مطرود من وجه الله، وهو محبوس مع زمرته في موضع العذاب، حيث يلعب على العواطف النجسة التي فيه، والأعمال الخبيثة الناتجة عنها (2بطرس 4:2 ويهوذا 6)..
عمل الشيطان بين الناس:
هو الغدر والمخاصمة والظلم والقساوة. وهو بشخصه أو بواسطة ملائكته الساقطين يعرّض الناس للتجربة والوقوع في الخطية، ويحاول أن يبعدهم عن الطهر والقداسة وعدم الثبات نحو بعضهم ونحو الله، ويعرّضهم للشقاء في الزمن الحاضر والمستقبل، كما ورد في الكتاب المقدس في سفر أيوب، الأصحاحين الأول والثاني. لقد جرّب الشيطان أيوب ليوقعه في الخطية، وحاول أن يجرب المسيح ليوقعه في الخطية، طالباً منه أن يحوّل الحجارة إلى خبز، وأن يرمي نفسه عن جناح الهيكل ليرى إذا كانت ملائكة الله ستحمله، وأخيراً أن يسجد للشيطان مقابل أن يعطيه الشيطان جميع ممالك الأرض. ولكن المسيح انتهره بكلام الله الموحى به: "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (لوقا8:4) .
طرق الشيطان للإيقاع بالناس:
يخبرنا الكتاب المقدس أن الشيطان وأعوانه لا يستخدمون طريقة واحدة معينة لإيقاع الناس في شرك الشر والخطية، بل يستعملون طرقاً تختلف من شخص لآخر ومن حادثة لأخرى، ولكن في النهاية ترمي كلها إلى غواية الناس وإيقاعهم في الشر والخطية، وإليك بعض الأمثلة: لقد ظهر الشيطان لآدم وحواء بشكل حية، وصور لهما أن عصيان الله هو لخيرهما (تكوين 3). وجرب أيوب الصدّيق بقتل أولاده وأفراد عائلته ثم القضاء على ممتلكاته، حتى يكون ذلك وسيلة كي يبتعد أيوب عن عبادة الله، غير أنه فشل (أيوب 1 و2). وحاول أن يجرب المسيح بثلاث تجارب مختلفة (لوقا 4). يظهر أحياناً بشكل تنين (رؤيا13:16 ) ويمنع الناس عن فعل الخير (مرقس 15:4) ويصد الناس عن إتمام مقاصدهم (زكريا 1:3-2). وأطلقت كلمة "شياطين" في حالة الجمع على الأرواح الشريرة (مرقس 34:1 ولوقا 33:4 ولوقا29:8 ). وقد ورد في الإنجيل المقدس في أكثر من موضع بأن هذه الأرواح سكنت في الناس، وهي رسل مرسلة من قبل الشيطان وتعمل تحت إمرته وسلطانه. وكانت تلك الأرواح الشريرة أيضاً تدخل الناس والبهائم فتحدث فيهم أعراض الصرع والجنون.
كيفية التخلص من الشيطان وأعماله:
لا شك أننا نستطيع التغلب على الشيطان وملائكته بواسطة حياتنا مع الله والاتكال عليه كلياً. لأنه عندما يكون الله معنا فمن يقدر علينا كما يقول الكتاب المقدس "إن كان الله معنا فمن علينا" (رومية31:8
لماذا خلق الله الشر؟
لماذا خلق الشيطان؟
في خلق الله تعالى لإبليس من الحكم والمصالح ما لايعلمه إلا الله تعالى ، وكذلك الأمر في خلق الكفار والعصاة وأنواع الشرور . وقد أجاد الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان ذلك، فقال في كتابه: شفاء العليل: (قولهم أي حكمة في خلق إبليس وجنوده؟ ففي ذلك من الحكم مالا يحيط بتفصيله إلا الله ،
فمنها: أن يكمل لأنبيائه وأوليائه مراتب العبودية بمجاهدة عدو الله وحزبه ومخالفته ومراغمته في الله وإغاظته وإغاظة أوليائه والاستعاذة به منه والإلجاء إليه أن يعيذهم من شره وكيده فيترتب لهم على ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لم يحصل بدونه، وقدمنا أن الموقوف على الشيء لا يحصل بدونه.
ومنها: خوف الملائكة والمؤمنين من ذنبهم بعد ما شاهدوا من حال إبليس ما شاهدوه وسقوطه من المرتبة الملكية إلى المنزلة الإبليسية يكون أقوى، وأتم ولا ريب أن الملائكة لما شاهدوا ذلك حصلت لهم عبودية أخرى للرب تعالى وخضوع آخر وخوف آخر كما هو المشاهد من حال عبيد الملك إذا رأوه قد أهان أحدهم الإهانة التي بلغت منه كل مبلغ وهم يشاهدونه فلا ريب أن خوفهم وحذرهم يكون أشد.
ومنها: أنه سبحانه جعله عبرة لمن خالف أمره وتكبر عن طاعته وأصر على معصيته كما جعل ذنب أبي البشر عبرة لمن ارتكب نهيه أو عصى أمره ثم تاب وندم ورجع إلى ربه فابتلى أبوي الجن والإنس بالذنب وجعل هذا الأب عبرة لمن أصر وأقام على ذنبه وهذا الأب عبرة لمن تاب ورجع إلى ربه فلله كم في ضمن ذلك من الحكم الباهرة والآيات الظاهرة .
ومنها: أنه محك امتحن الله به خلقه ليتبين به خبيثهم من طيبهم فإنه سبحانه خلق النوع الإنساني من الأرض وفيها السهل والحزن والطيب والخبيث فلا بد أن يظهر فيهم ما كان في مادتهم كما في الحديث الذي رواه الترمذي مرفوعا "أن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على مثل ذلك، منهم الطيب والخبيث والسهل والحزن وغير ذلك" فما كان في المادة الأصلية فهو كائن في المخلوق منها فاقتضت الحكمة الإلهية إخراجه وظهوره فلا بد إذا من سبب يظهر ذلك وكان إبليس محكا يميز به الطيب من الخبيث كما جعل أنبياءه ورسله محكا لذلك التمييز، قال تعالى (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) فأرسله الى المكلفين وفيهم الطيب والخبيث فانضاف الطيب الى الطيب والخبيث الى الخبيث واقتضت حكمته البالغة أن خلطهم في دار الامتحان ، فإذا صاروا إلى دار القرار يميز بينهم وجعل لهؤلاء دارا على حدة ولهؤلاء دارا على حدة حكمة بالغة وقدرة قاهرة.
ومنها: أن يظهر كمال قدرته في خلق مثل جبريل والملائكة وإبليس والشياطين وذلك من أعظم آيات قدرته ومشيئته وسلطانه فإنه خالق الأضداد كالسماء والأرض والضياء والظلام والجنة والنار والماء والنار والحر والبرد والطيب والخبيث.
ومنها: أن خلق أحد الضدين من كمال حسن ضده فإن الضد إنما يظهر حسنه بضده فلولا القبيح لم تعرف فضيلة الجميل ولولا الفقر لم يعرف قدر الغنى كما تقدم بيانه قريبا. ومنها: أنه سبحانه يحب أن يشكر بحقيقة الشكر وأنواعه ولا ريب أن أولياءه نالوا بوجود عدو الله إبليس وجنوده وامتحانهم به من أنواع شكره ما لم يكن ليحصل لهم بدونه فكم بين شكر آدم وهو في الجنة قبل أن يخرج منها وبين شكره بعد أن ابتلي بعدوه ثم اجتباه ربه وتاب عليه وقبله