الجاذب العظيم (المدمر الكوني)
🔹️في مكان ما في أعمق أركان الكون ، بعيدًا عن الحدود المعروفه لمجرتنا ، يكمن وحش يجذبنا إليه تدريجياً وثابتًا منذ أكثر من البلايين من السنين ، ويجذب كل شيء بالقرب منا ومعنا.
انه شيء مجهول يجبر المجرات على الدوران حوله بينما تتباعد بسرعات مهوله ومستمر على هذا المنوال ، فهو شديد القوه والتاثير .
يُعرف هذا الوحش باسم (الجاذب العظيم) ، وحتى الآن لا يزال مظلمًا تمامًا ومجهولا ولكن تأثيره شديد الوضوح.
اكتشاف الجاذب العظيم
حقًّا إنه لشيء مدهش ذلك الذي هو أقوى المؤثرات الجاذبة في الغلاف الخارجي، ويظهر إشعاعه في كل أطياف الطاقة، ذلك هو الجذاب العظيم الذي هو واحد من أكثر الأشياء جذبًا، لدرجة أنه يسبب انحناء الضوء من خلفه، وقد سجلت شواهد الحيود عن الدالة على تفاوت تمدُّد الكون في سنة 1973، ثم في سنة 1978، كما حدد موقع الجذاب العظيم في سنة 1986؛ حيث يقع على مسافة 150-250 مليون سنة ضوئية من مجرة درب اللبانة في اتجاه كوكبتي هيدرا وسنتورس.
🔹️تم العثور بالرصد الاشعاعي الراديوى على الجاذب العظيم لأول مرة خلال السبعينيات ، عندما أوضح مراقبو النجوم إرشادات نقطة تلو الأخرى للإشعاع الأساسي الصادر عن ذلك المركز الجاذب العظيم (من الضوء الإضافي من الكون المبكر) عندما رأوا أن ما تم رصده كان مجرد جزء بسيط - "بسيط هنا" يعني اقل من 100 100 درجة فهرنهايت.
إنه يشبه الأزيز في جانب واحد من كوننا المنظور أكثر من الجانب الآخر المقابل له .
مما يعني أنّ المجرة كانت تتحرك في الفضاء بسرعة تعادل 600 كم في الثانية بمسار منحني ومع أنّ علماء الفلك استطاعوا قياس هذه السرعة الخاطفة، إلّا أنّهم لم يستطيعوا تفسير منشأها.
نطاق التفادي
في البدء لماذا كلًّ هذا الغموض الكبير؟
فعلماء الفلك محترفون الان بتقنياتهم في رصدِ الأجرام في الكون ، فهذا هو عملهم ودراستهم ، لذا لا بدّ أنّك الآن تتوقع بأن أحد الفلكيين قد وجّه تيليسكوبه في اتجاه هذه الحركة و استطاع رصدها بسهولة، لكن هنالك مشكلة واحدة، فمهما كانت ماهيّة الجاذب العظيم الغامض ، إلا أنه موجود في اتجاه كوكبة شهيره بين علماء الفلك والهواه ونعرفها باسم كوكبات القنطورس الفلكية، ولكن ذراع مجرتنا الذى يمتد عبر السماء يحول بيننا وبين رؤيته برصد بصرى مباشر
مجرتنا تعوق الرصد
ان مجره درب التبانه تحوى المليارات من الأجسام منها النجوم وتوابعها من الكواكب وما حول كواكبها من اقمار الى جانب السدم وسحب الغاز والغبار النجمي والكويكبات النيازك والمذنبات ، وغيرها وكل هذه الإجرام السابحه باستمرار ومعها الضوء القادم الينا من اعماق الكون .
خرائط الكون اللوغاريتميه
اننا الان بتقنياتنا الحاليه نستطيع رسم الخرائط االلوغاريتميه الكونيّة على مقاييس كبيرة لوصف توزيع الاجرام فى الكون بالطبع أننا ننظر الى الكون من حولنا من خلال مجرتنا ومن بين نجومها المتكاثفه ، وبسبب وجود تلك المعوقات للرصد اطلق العلماء الفلكيين على تلك المنطقة الغامضه والتى كانوا بصدد رصدها باسم منطقه «نطاق التفادي».
نطاق التفادى
🔹️ هذا الجاذب العظيم الذي لا يشبه جرما اخر حولنا ، مخفي وعميق خلف هذا النطاق من نجوم ذراع مجرتنا حيث يصعب التعرف عليه بصوره واضحه ، ولحسن الحظ بالنسبة لنا هذه الحقيقة بدأت تتغير ، حيث أن خبراء الفضاء ، بسبب الأشعة السينية والراديو ، لديهم خيار النظر من خلال الأعماق القاتمة لذراع المجره وبدأت في تعزيز التصاميم الأساسية للمنطقة المظلمة من الكون. ربما يكون ذلك الرصد الغير بصري مثاليًا أو لا يكون كذلك ببعض الاوقات بحسب وضع كوكبنا بمداره حول الشمس ومكانه بالمجره
لفهم حجم الجاذب العظيم غير القابل للمقارنة ، يجب أن نتحقق من الصورة بأكملها او تفاعلات الجاذبيه للمجرات حولنا أيضًا بصوره اكثر شمولا
أعني هنا الأمر برمته:أعظم صورة شامله للكون في كل العصور.( الصوره اللوغاريتميه)
🔹️خلف الطريق اللبنى ( مجرتنا) يوجد أقرب جيراننا مجره أندروميدا او ( المرأه المسلسله).
تبعد هذه المجره الخلابه عنا أكثر من مليوني سنة ضوئية ، وعندما نتحدث بهذه الدرجة من المقياس البعيد جدا ، يجب ألا ننسى مجره نظام المثلث وهى اقرب من اندروميدا الينا ولكنها من المجرات القزمه وتتبع مجرتنا درب التبانه ، وبعض المجرات المختلفة معًا التي تشكل تجمع عنقود الجوار ، وتربطها الجاذبية على مساحه بعرض 10 مليون سنة ضوئية. في النقطة التي ننظر فيها بالتلسكوب إلى أبعد من ذلك ، نجد Virgo Group. ،او مجموعه فيرجو المجريه هذه المجموعة هي بمثابه مركز المدينة في محيطنا المحلي للكون وتتكون من أكثر من 1300 نظام نجمى معبأ في هذه المجموعة السميكة داخل نطاق 65 مليون سنة ضوئية.
حفنة مجرات العذراء مرتبطة أيضًا بالجاذبية ، وهذا يعني أن مجرات هذه المجموعة ستتحرك عمومًا بالقرب من بعضها البعض وترتبط ببعضها البعض بواسطة جاذبيتها الطبيعية
🔹️إذا نظرنا إلى أبعد من ذلك ، سنلاحظ أن الأمور أصبحت محيرة بشكل متزايد. أثناء التركيز على رصد مناطق معينه التي تميز البنية فوق المجرية ، هناك تجمعات هائلة تسمى التجمعات العملاقة ، وقد تم استبعاد هذه الفكرة منذ وقت ليس ببعيد. في ضوء التحقيق في العناقيد ، كان لدينا خيار رسم أدلة لهذه التصميمات أو تسميتها على اسم روادها ، على سبيل المثال: عنقود العذراء الفائق ، وعنقود Hydracentaurus الفائق ، وعنقود Shapley الفائق ، وما إلى ذلك. كان هذا التعريف جيدًا ، ثم مرة أخرى ، أردنا حقًا المزيد من العمل الخبير ، لنعرف بالضبط ماهيه الشيء الأكثر غموضا وتاثيرا على الجميع وهو الجاذب العظيم.
كيف استقر شكل الكون؟
🔹️نحن نعيش في كون هرمي التنظيم ، وقد حدثت تغييرات كبرى فى شكل هذا الكون في خلال 13 بليون عام منذ بدايته - بالإضافة إلى مليار سنة ، تم خلالها تجميع المادة المبعثرة في تجمعات أكثر تركيزا نسميها نجوما ، والتي تقاربت بالتالي مع تجمعات أكبر واصبحت مجرات من مليارات النجوم، وبالتالي انضمت إلى تجمعات أكبر منها لتشكل عناقيد مجريه.
🔹️وصل هذا الشكل الكوني إلى نتيجتة الحاليه عندما بدأت الطاقة المظلمه في السيطرة على ترابط الكون منذ فترة طويلة ، لكننا لن نبقى هنا لمالانهايه . فحتى هذه النقطة ، تشكل فى كوننا العديد من الأنظمة النجميه المختلفه والمجموعات المجريه .
🔹️ المجرات القريبه منا مثل اندروميدا لا تزال تقترب . The Smooth Way و Andromeda سوف ينهاران في حوالي 5 مليارات سنة. ينطبق الأمر نفسه على التجمعات والمجموعات المختلفة ، وكلها محكومه ومرتبطه بجاذبية مركز مجموعة العذراء ، والتي تقع في ما يسمى بالمثل عنقود العذراء. إنه قريب منا ، بما في ذلك Smooth Way و Andromeda و Virgo Group وعناصره المختلفه الحركه تسلط الضوء على جذب باتجاه المركز الأكثر قوه . ان تلك التغيرات الجاددذبيه محيرة للعقل ولكنها سبيلنا لفهم ما هي تلك القوه التى تسيطر على المجموعات العملاقة من المجرات و التي بدأت في فك اسرار الجاذب العظيم
🔹️دفعتنا الدراسات الرصديه في سرعة تحرك المجرات في نطاق الرصد العميق من الكون إلى فهم أفضل للعناقيد الفائقة للمجرات بدلاً من اعتبارها "تجمعًا هائلاً للأنظمة النجميه" ، وهي مساحة ضخمة من النجوم حيث تدور جميع الأنظمة الكونية حول بؤرة جاذبيه مركزيه .
أعاد هذا التعريف الجديد للمركز الجذبي العظيم المجهول تشكيل تصورنا لتفسير ترابط الكون.
اتضح أيضًا أن الكتلة الفائقةللمجرات والتى تسمي عنقود Virgo ليست بالتأكيد جسمًا منفصلاً ، ولكنها ذراع ضخم يتبع تصميم أكبر منه يسمى: Lanikea supercluster.او ما نعرفه بعنقود لانياكا المجرى🔹️
تاثير الجاذب العظيم
بالنظر إلى البُنى فوق المجرّية بعيون ترى تدفّق المادّة، تسهُل رؤية ماذا يحصل في الجاذب العظيم. نحنُ نعيش في كونٍ هرميّ، مع بُنى صغيرة تُكّون بُنى أكبر منها مثل قطع الليجو المجرّية التي تكّون أشكالًا أكبر منها. أمّا مجرّة درب التبانة وأندروميدا فهما تتجهان باتجاه مركز مشترك ومحلي كلّما تكاثفتا أكثر. وكلُّ ما كان هنا في عنقود فيرجو الهائل يسقط باتجاه هذا المركز ألا وهو عنقود فيرجو، وهنا يجب أن نتذكّر أنّ هنالك فرق بين عنقود فيرجو الهائل وعنقود فيرجو، فالثاني هو جزء من الأول.
جميع الأشياء في العنقود الفائق لانِكيا تسقط باتجاه المركز، ويحتلّ مركز لانِكيا عنقود آخر يُسمى بعنقود نورما، وهو عبارة عن تراكم جميع الغازات والمجرات التي سبقتنا إلى هناك.نستنتج هنا أن الجاذب العظيم ليس شيئاً ما بل مكان ما: وهو النقطة المحورية لموقعنا في الكون، كما أنّه النتيجة النهائية لمجموعة عمليات استمرت على مدى 13 مليون عام، وهو النتيجة الطبيعية لمسيرة المادة في كوننا. كيف بدأت هذه العملية؟ حسناً، هذا، أيضاً، مقال اخر.
في النهاية، لن يبقى الجاذب العظيم عظيماً لوقٍت طويل. في الحقيقة، لن نصل إليه أبداً، لأنه قبل وصولنا إليه، ستمزّق الطاقة المظلمة عنقود نورما بعيداً عنا. ستبقى العناقيد كما هي، لكن العناقيد الفائقة لن تمتلك هذا الاسم لوقت طويل. لذا خذ نفساً عميقًا في هذا الشأن، لأنّه لا يوجد ما يُقلق فيما يخصّ الجاذب العظيم